ممثل الجبهة التركمانية العراقية في الاتحاد الأوربي الدكتور حسن أيدنلي يلتقي في بروكسل مع ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة في العراق
حضر ممثل الجبهة التركمانية العراقية في الاتحاد الأوربي الدكتور حسن أيدنلي الجلسة الشهرية الاعتيادية للجنة العلاقات الأوربية العراقية في البرلمان الأوربي التي انعقدت يوم الخميس المصادف 18 تشرين الأول 2012 و التي خصصت لبحث و مناقشة الوضع المعاش من قبل أطفال العراق ومدى اكتسابهم حقوقهم الأساسية و مدى احترام السلطات العراقية لهذه الحقوق واعترافها بها.
انعقدت الجلسة كالعادة تحت رئاسة السيد ستروان ستيفنسون عضو البرلمان الأوربي ورئيس لجنة العلاقات الأوربية العراقية وحضرها عدد من البرلمانيين الأوربيين وكذلك عدد من ممثلي شعبة الفعاليات الخارجية للاتحاد الأوربي ( (EEAS وممثلين من منظمة مراقبة حقوق الإنسان ( Human Rights Watch) كما حضر الجلسة ممثلين من السفارة العراقية وممثلين من الأحزاب الكردية و من حكومة الإقليم الكردي و ممثل من جمعية الصداقة الأوربية التركمانية مع عدد من الصحفيين و قنوات التلفزيون المعتمدين في بروكسل
أفتتح السيد ستروان ستيفنسون الجلسة بكلمة تتطرق فيها إلى العملية الإرهابية التي تعرضت لها الطفلة الباكستانية ملالة أخيرا و التي أدت إلى إصابتها بجروح خطيرة جراء إطلاق النار عليها وهي في الطريق إلى مدرستها وشجب بشده هذه العملية وكل العمليات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء من المدنيين وبالأخص تلك التي تستهدف الأطفال و النساء.
بعد ذلك تحدث عن وضع أطفال العراق وعن حياتهم المعيشية الصعبة بسبب ظروف الحرب و الاحتلال التي تعرض إليها بلدهم في العقود الأخيرة مذكرا بان الحرب على العراق في 2003 والاحتلال الأجنبي الذي دام سنينا عديدة بعدها قد سببا قتل مئات الآلاف من العراقيين المدنيين وأدى ذلك إلى خلل كبير داخل المجتمع العراقي بسبب مئات الآلاف من اليتامى و الأرامل نتيجة تلك الحرب وسنين الاحتلال مؤكدا بان هؤلاء اليتامى و الأرامل لا شك إنهم بحاجة إلى مساعدة مادية وعناية اجتماعية إذا أردنا حمايتهم ضد المعاملة السيئة و العنف و الاستغلال كما إنهم بحاجة إلى إرشاد صحي و تعليم وإلى باقي متطلبات الحياة الأساسية إذا أردنا إعطائهم حقوقهم الإنسانية و إذا أردنا احترام حقوقهم كما ينبغي.
ثم تتطرق إلى موضوع الولادة و الطفولة في العراق وعبر عن قلقه من ما يسمعه وما يقرئه في تقارير عن النسبة العالية لولادة ألأطفال المشوهين في العراق وعزا ذلك إلى استعمال القوات الأمريكية و البريطانية للأسلحة الفتاكة وقذائف من المعادن الثقيلة و اليورونيوم المخضب و أنهى كلمته بتقديم ضيف الجلسة و المتحدث الأساسي فيها و هو الدكتور مارزيو بابيل ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة(اليونيسيف) في العراق الذي ألقى محاضرة قيمة عن فعاليات منظمة اليونيسيف في العراق وقدم تقريرا مفصلا مع خرائط وبيانات دقيقة عن أوضاع الأطفال و النساء في جميع محافظات العراق جمعتها منظمة اليونيسيف في السنين الخمسة الأخيرة ( 2006 - 2011 )
وقبل الدخول إلى تفاصيل الموضوع قدم الدكتور مارزيو بابيل زميله السيد سوباش ميسرا رئيس قسم التخطيط و المتابعة و التقييم لمنظمة اليونيسيف في العراق إلى الحاضرين وشكره لإسهامه الفعال في عمليات الإحصاء وتجميع البيانات و لدوره في تحضير التقرير الذي يتضمن نتائج الكشف الميداني الأخير الذي يعتبر اشمل كشف ميداني يجرى في العراق و يساهم فيه اليونيسيف حيث جند له 800 إحصائي ومتخصص توزعوا إلى المدن و القرى لجمع المعلومات من 36.000 منزل و استجوبوا 55.000 امرأة وجمعوا معلومات عن 36.000 طفل تحت الخامسة من العمر كحالته الصحية و الغذائية و نوعية الحماية و التربية التي يحظى بها من داخل الأسرة وكذلك نوعية وكمية الخدمات الأساسية التي توفرها له الدولة كالماء والكهرباء والدواء وكذلك المرافق الصحية و مجاري صرف المياه الملوثة ... ألخ
ثم تكلم عن التاريخ الطويل لليونيسيف في العراق وفعالياته هناك قائلا بان اليونيسيف بدء نشاطه في العراق في 1952 ثم فتح مكتبا دائما له في بغداد عام 1983 مركزا اهتمامه وحاشدا جهوده في المحا فضه على حياة الأطفال والدفاع عن حقوقهم و خاصة أثناء الأزمات والحروب لذا استمر اليونيسيف في عمله في العراق طوال فترات الحروب و الحصار الاقتصادي من 1990 حتى 2003 وانه قد كثف حضوره و فعالياته في العراق وفتح مكتبا ثانيا له في اربيل وسيفتح مكتبا ثالثا في البصره وسيسلط جل اهتمامه إلى مشاكل الأطفال و النساء في ميادين الصحة ،التعليم، الغذاء ،الماء الصالح للشرب، المرافق الصحية، الحماية و الوقاية.
وأضاف بان اليونيسيف يقدم الآن معونات تقنية و استشارات إلى الحكومة العراقية في ميادين التخطيط و الضمان الاجتماعي ويسعى على أن يحظى الأطفال العراقيون بحياة كريمة كي يتمكنوا من تحقيق إمكاناتهم و يدعم اليونيسيف الحكومة العراقية لوضع سياسات مراعية للأطفال و بناء قدرات المؤسسات المعنية في تقديم الخدمات الأساسية للأطفال كما يسعى اليونيسيف وضع جميع المسئولين أمام واجباتهم لضمان كافة حقوق الأطفال العراقيين.
ثم أضاف مؤكدا بان برامج اليونيسيف تساهم في تحسين الخدمات الصحية الأساسية ، نوعية التعليم ، إعادة بناء شبكات الماء و الصرف الصحي ، حماية الأطفال ضد المعاملة السيئة و العنف و الاستغلال و الاستجابة لحاجات الأكثر تهميشا خلال الأزمات.
وأكد أيضا بان العراق بحاجة إلى إستراتيجية عادلة وبرامج شاملة كي يكشف ويصل إلى الأطفال و الأمهات الأكثر فقرا و الأكثر حرمانا وهم كثيرون في العراق لان استطلاعات اليونيسيف تظهر بان ثلث أطفال العراق ( 5.2 مليون طفل عراقي) محرومون من معظم حقوقهم الأساسية وإنهم موجودون و منتشرون في جميع محافظات العراق ولكن بنسب متباينة.
وفي حديثه عن المحافظات قال ما يلي:-
نعلم إن الاستقرار السياسي في أي بلد أو محافظة شرط ضروري لاستتاب الأمن فيه والأمن ضروري للاستثمار والاستثمار ضروري للنمو الاقتصادي و النمو الاقتصادي ضروري لتوفير فرص العمل والعمل هو الذي يسمح كسب الرزق للمواطن وعائلته ويمكنه تطوير حياته العائلية والاستجابة لحاجات أفراد عائلته و أطفاله.
ولو نظرنا إلى الوضع في العراق نراه غير مستقر سياسيا وفيه صراع سياسي مستمر بين الأحزاب السياسية على السلطة والمناصب و صراع ثاني مستمر أيضا بين مكونات الشعب العراقي على الامتيازات وصراع ثالث بين حكومة المركز في بغداد و حكومة الإقليم في اربيل على الأرض وما تحتها من ثروات طبيعية والتي تسمى الان بالمناطق المتنازع عليها!
بطبيعة الحال كل هذه الصراعات تسبب اضطرابات في البلد وتخل بالأمن ولا تشجع الاستثمار و تؤدي في النهاية إلى الركود الاقتصادي وانعدام فرص العمل للمواطنين والى البطالة وهذه بدورها تؤدي إلى الفقر والفقر عدو لدود للأطفال.
وذكر بان معدل البطالة في العراق كان 17% حسب الإحصائيات الأخيرة و العاطلون عن العمل وعددهم ( 5.6 ) مليون موجودون و منتشرون في جميع محافظات العراق وهذه مشكلة كبيرة للسلطات العراقية لان معظم العاطلين عن العمل هم من الشباب وبإمكانهم تحدي السلطة وتعطيل العملية السياسية على غرار ما حدث في بعض البلدان العربية أخيرا .
تعترف الحكومة العراقية بأنها تجابه تحديات كبيرة مثل الركود الاقتصادي و البطالة وتسعى إيجاد حلول لها بتحديث القطاع العام وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في العراق ويساعدها في هذا المسعى اليونيسيف الذي يقدم الاستشارات ويحث المسئولين السياسيين إلى المصالحة و الوفاق وحل المشاكل ليستقر الوضع ولينمو الاقتصاد وتتقلص البطالة.
و في موضوع المحافظات الشمالية (كركوك ،موصل، صلاح الدين و ديالى ) و المناطق المتنازع عليها قال الدكتور مارزيو بابيل إن هذه المحافظات تعاني من مشاكل سياسية واثنيه لكون سكانها خليط من مكونات العراق ( العرب والكرد و التركمان) ومن نزاعات حدودية لكونها محافظات متاخمة للمحافظات الكردية و يدعي المكون الكردي بان أجزاء من هذه المحافظات هي مناطق كرديه استقطعت من محافظاتهم ويريد استرجاعها وضمها إلى الإقليم الكردي الأمر الذي يرفضه المكونان الآخران ولهذا السبب أطلق اسم المناطق المتنازع عليها على هذه المناطق.
لا شك إن هذه المشاكل و النزاعات تؤثر سلبا على حياة سكان هذه المحافظات لذا يوصي اليونيسيف المسئولين في هذه المحافظات إلى الحوار البناء ويقدم لهم العون قدر الإمكان لإزالة العقبات وتقريب المواقف ولهذا السبب قام الدكتور مارزيو بابيل بزيارة الموصل وكركوك
بعد نهاية الجلسة التقى ممثل الجبهة التركمانية العراقية في الاتحاد الأوربي الدكتور حسن أيدنلي مع ممثل اليونيسيف في العراق الدكتور مارزيو بابيل وتباحث معه مطولا حول الوضع السياسي و الاقتصادي و الأمني في العراق و خاصة في المناطق التركمانية التي عانت كثيرا من الإهمال المتعمد و قلة الاستثمار الحكومي في العقود الماضية مما اثر سلبا على دخل المواطن التركماني و تتطور المجتمع التركماني و تعاني الآن ومنذ بداية الاحتلال في نيسان 2003 من الإرهاب العنصري الذي يسبب ضحايا بالآلاف وينتج يتامى و أرامل بالآلاف أيضا وطلب فتح مكتب لليونيسيف في كركوك لمساعدة هؤلاء الاطفال اليتامى و الأرامل
المكتب الإعلامي
ممثلية الجبهة التركمانية العراقية
في الاتحاد الاوربي.
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire