jeudi 3 mars 2011

الوهم الكردي في كركوك

الوهم الكردي في كركوك

د.إسماعيل عيسى ألبياتي

المقدمة
إن إحدى معضلات الدولة العراقية الحالية، هي استمرار الأكراد بإثارة موضوع كركوك واعتبارها جزءً من المنطقة الكردية،أو منطقة كردستان .وبالرغم من إن قانون إدارة الدولة العراقية ، الذي أقره مجلس الحكم الانتقالي، قد أرجأ حل مشكلة كركوك باعتباره حالة خاصة،والى حين استكمال المصادقة على الدستور الدائم للدولة العراقية ،مع بقاء حدود المحافظات العراقية الثمانية عشرة من دون تغير،وكذلك عدم إمكانية دمج محافظة كركوك مع أي محافظة أخرى أو إقليم فيدرالي. الاّ ان القيادة الكردية المتمثلة بالسيدين مسعود البارزاني وجلال الطالباني، تؤكد دائما على ان كركوك هي جزء من المنطقة الكردية.فتارة هي أشبه بقلب كردستان النابض، وتارة اخرى، قدسها الذي لايمكن المساس به. علما ان كركوك لم تكن جغرافيا وتاريخيا واجتماعيا ضمن المنطقة الكردية،أو بأكثرية كردية في أي وقت من الأوقات
تاريخ كردستان المتداول
استخدم مصطلح كردستان (منطقة الأكراد) ولأول مرة في زمن السلاجقة الأتراك عام 1157م، عندما اقيمت مقاطعة بأسم كردستان مركزها "بهار" في شمال غربي همذان، محاذية لأذربيجان في ايران. فهي تمثل الجزء الشمالي من جبال زغاروس، أي منطقة شهرزور التي تشمل مقاطعة كردستان الإيرانية الحالية وكذلك محافظة السليمانية الحالية في العراق
إن مساحة كردستان أخذت تتوسع بمرور الزمن والى يومنا هذا على حساب مناطق جديدة تقطنها شعوب أخرى: نحو الجنوب إلى مناطق بختيار واللور ونحو الشمال إلى بلاد الأرمن واذربيجان ونحو الغرب إلى منطقة الجزيرة "شمال وادي الرافدين" لتشمل ديار بكر والعمادية والموصل واربيل وكركوك وأطلقوا حديثا تسمية "كردستان الجنوبية" على سهل نينوى الكلدواشوري الأصيل، حتى وصلت حدود خريطتهم أخيرا إلى مشارف مدينة الكوت .وفي كل توسع كانوا يعتبرون المناطق الجديدة جزأ من كردستان،رغم وجود أقوام أصليين قاطنيين في تلك المناطق
في عام 1349م أي بعد مرور قرنين من تسمية مقاطعة كردستان نرى مساحةكردستان حسب ما ذكره المؤرخ حمد الله مصطفى قد توسعت لتشمل مناطق جديدة في الشمال والجنوب. وفي عام 1596م توسع المؤرخ شرف الدين في كتابه "شرف نامة" في تعريف منطقة كردستان جنوبا لتشمل مقاطعة لورستان كافة. وفي عام 1682 يأتي المؤرخ الشلبي ليتوسع في تعريف مساحة كردستان شمالا لتشمل الجزء الكبير من أرمينيا ثم يتوسع إلى الغرب نحو منطقة الجزيرة في شمال الرافدين لتشمل ديار بكر والعمادية والموصل واربيل وكركوك ثم نحو الشمال الغربي إلى أذربجان الغربية.وقد لعب التحالف الطائفي بين الترك السنة والكرد السنة دورا كبيرا في إنشاء بعض الأمارات الكردية،ومن أشهرها الإمارة البابانية في السليمانية عام 1515 م وامارة أخرى في ديار بكر ، لغرض مجابهة الشيعة المتمثلين في أيران و المسيحيين في شمال الرافدين. فليس غريبا أن نجد السليماتية منطقة كردية خالصة.لكن كركوك بقت بعيدة عن الوجود الكردي وظلت محافظة على طابعها التركماني. فالتشبث في توسيع منطقة كردستان بالشكل الحالي هو حق غير تاريخي أو جغرافي، وهو طموح غير مشروع لأنه يقوم على حساب أقوام أخرى، ويستلب حقوق جماعات كانت تستوطن المنطقة منذ قديم الزمان، ولها تاريخ عريق فيها، فالإدعاء أن كركوك التاريخية هي جزء من كردستان المتداولة هو دعوة باطلة لأن كركوك لم تقطنها يوما أكثرية كردية أبدا
لمحة قصيره عن تاريخ كركوك
كركوك من المدن العراقية القديمة التي جاء ذكرها في الألواح الكلدانية والآشورية قبل أكثر من أربعة آلاف سنة،تحت اسم أربخا، وفيها شيد القائد سلوةس الأغريقي قلعته ،على انقاض قلعة الآشوريين الشهيرة الماثلة الى الآن.وقد جاءت تسمية كركوك ، منحوتة عن كلمة كرخ سلوق ، أي مدينة سلوق. ولما انتشرت الديانة المسيحية في وادي الرافدين، أصبحت كركوك مركزا ثقافيا مسيحيا للسريان،وسميت بيت كرماي، أي بيت العظام ، نسبة إلى المجزرة التي كان ضحيتها بضعة الاف من المسيحيين في القرن الرابع الميلادي في عهد الفرس الساسانيين ، وظلت مركزا إشعاعيا للثقافة المسيحية على طوال فترة الفتوحات الإسلامية

بعد ازدياد النفوذ التركي في العراق، لاسيما عند وصول ( القا ئد طغرل بك) فاتحا بغداد على رأس السلاجقة الترك عام 1115م ، أصبحت مناطق شمال الرافدين كالموصل وأربيل وكركوك من مراكز النفوذ التركي، فأقام فيها التركمان الدول والإمارات ،مثل إمارة الموصل وأربيل وكركوك.ونشأت علاقة حميمة بين رؤساء دولتي (الخروف الأبيض والخروف الأسود التركمان) والمسيحيين في كركوك واربيل، فأعتنق قسم منهم الدين المسيحي.وظلت هذه المناطق تحت حكم التركمان زهاء قرنين من الزمان ولحين زحف العثمانيين الى بغداد وإقامة الإمبراطورية العثمانية عام 1515م،حيث خضعت جميع الزعامات التركمانية المحلية لحكم العثمانيين فأنخرط التركمان في الحياة المدنية وأصبحوا جزءا مهما من التركيبة السكانية. وطيلة قرون حكم العثمانيين الأتراك بقت كركوك مركزا ثقافيا تركمانيا يزود الإمبراطورية العثمانية بالعسكريين والموظفين المدنين والمثقفين ،كما ظلت على هذا المنوال خلال الحكم العراقي الوطني في مستهل حياته السياسي
التركيبة السكانية لكركوك
الوقائع التاريخية تؤكد إن كركوك كانت مركزا للتركمان ولقرون طويلة،بعد إن كانت مركزا للسريان في انتشار المسيحية،حيث عاش فيها التركمان،الكلدواشوريون،اليهود،بعض الأكراد والعرب. وأثار التركمان لا تزال شاخصة في كركوك الى يومنا هذا، فالمقابر العديدة ،الموزعة في المدينة ،أكثرها تركمانية، إلا مقبرة واحدة حديثة، بدأ الاكراد يدفنوا بها موتاهم بعد الثلاثينات من القرن الماضي. والأدباء والشعراء والفنانون ولحد عام 1980 كانوا كلهم من التركمان، واذا كان هناك شاعر كردي، فقد كتب بالتركمانية أكثر مما كتب بالكردية. إن أسماء الأحياء والأسواق القديمة جميعها بالتركمانية، والصحف والنشرات والمجلات وحتى جريدة الوقائع المحلية، كانت كلها تصدر بالتركمانية. كذلك المحاكم هي الأخرى كانت تجري مرافعاتها بالتركمانية، أما المتصرفون ( المحافظون) الذين اداروا كركوك خلال العهد الملكي ولعام 1959والذين جاؤا عن طريق الانتخابات، كانوا من التركمان عدا ثلاثة محافظين من الأكراد تم تعيينهم في ظروف سياسية خاصة
رغم صفحات التاريخ،وصدق الآثار والشواهد التي تؤكد إن غالبية سكان كركوك، كانوا من التركمان ولفترة قريبة ،يبقى وهم الأكراد في أن غالبية سكان كركوك كانوا من الأكراد في يوم ما. لكن ،لا نعرف متى ولماذا؟ والبعض يعزو ذلك إلى أن 90% من عمال شركة نفط كركوك كانوا من الأكراد في عام 1957 . (وهم يعرفون جبدا إن ذلك حدث لأسباب سياسية بحتة،لأن التركمان سببوا مشاكل كثيرة للشركة حال تأسيسها ،لمناهضتهم الكبيرة للإنكليز ،مما سبب في إبعادهم من العمل في الشركة).ولنفس السبب نجد إن 90% من العاملين في شركة نفط خانقين في عام 1957 كانوا من المسيحيين،ولكن لم يدع المسيحيون في ملكية نفط خانقين أبدا، وان نسبتهم في خانقين كانت قليلة وتكاد لا تذكر
ومن الأدلة الدامغة لبيان التركيبة السكانية لكركوك ،يكون العودة إلى بعض السجلات العثمانية المحايدة التي نظمت لأغراض إدارية صرفة،في وقت لم تكن فيه أي أهمية تجارية للنفط
سجلات التوثيق العثمانية الخاصة بلواء كركوك
إن مجرد العودة إلى سجلات التوثيق العائدة للدولة العثمانية والمحفوظة في المديرية العامة للوثائق الرسمية في الجمهورية التركية،تعطيك صورة واضحة دقيقة ونزيهة عن التركيبة السكانية في لواء كركوك، ففي الصفحة (83) من سجل التوثيق رقم 111 و 285 الذي نظم في عهد السلطان سليمان القانوني عام 1548 م لغرض جباية الضرائب ،وسوق الأفراد إلى الخدمة العسكرية ،نجد أسماء البالغين من الرجال الساكنين في كركوك وأقضيتها ونواحيها وقراها،وهي مصنفة على أساس الديانة وعددهم 7320 رجلا،منهم 6990 مسلما ،و 180 مسيحيا،و 150 يهوديا،وباستخدام الاستقراء العلمي للأسماء ومدلولاتها القومية،نجد بين المسلمين آنذاك 6558 تركمانيا, و 54 كرديا و 23 عربيا، فما بالها اليوم نتقلب إلى شاكلة أخرى ،والشواهد لا تزال فيها شاخصة بينة
إن نسبة الأكراد القاطنين في مدينة كركوك ولحد عام 1927 كانت قليلة جدا،لكن الصناعة النفطية التي بدأت ذلك العام فيها هي التي استقطبت الكثير من العرب والأكراد لغرض العمل في حقولها. ثم توالت الهجرات العربية والكردية بعد عام 1930 لتأخذ طابعا سياسيا، واصبحت كركوك مسرحا للصراعات القومية
طموح الأكراد في كركوك
إن طموح الأكراد في المناطق النفطية من كركوك، بدأ يزداد مع أزدياد أهمية النفط في الأسواق العالمية،بعد عام 1925 ، وأخذ الملا مصطفى البارزاني يدق على وتر "كركوك كردستانية" منذ ذلك الحين، على الرغم من ان نسبة الأكراد كما تشير الدلائل لم تكن حتى عام 1958 أكثر من 10-15% من نسبة السكان داخل مدينة كركوك .إلا أن تأثيرهم السياسي المسلح بدأ يزداد مع قيام ثورة 14تموز عام1958 م. فلأول مرة في تاريخ العراق ،يقر الدستور العراقي المؤقت، الذي صاغه عسكريون ومتعصبون قوميون ، بوجود القومية الكردية جنبا إلى جنب مع القومية العربية، في المشاركة في الوطن العراقي. وقد ساعد التحالف الذي قام بين القيادة الكردية والحزب الشيوعي العراقي، في مستهل الحكم الجمهوري ،في فرض السيطرة على مدينة كركوك ،وأحداث مجزرة كركوك عام 1959 خير دليل على ذلك

لقد عانى التركمان والأكراد الأمرين في عهد صدام حسين من تهجير وترحيل وإعدامات وسجون.ولكن الجريمة الكبرى التي ارتكبها نظام صدام في حق التركمان هي بدعتها للأستمارة الأحصائية التي تسأل المواطن (هل أنت عربي أم كردي) في إحصائياتها ، وبذلك ساهم صدام حسين بطمس الهوية التركمانية في كركوك وغيرها من المناطق التركمانية أكثر من سابقيه.ولدى سقوط حكم الطاغية،أستبشر الناس خيرا، وتاملوا أن تلك المهازل التي كانت تجري يومذاك ،قد زالت إلى غير رجعة.لكن للأسف الشديد،إن ما حدث في كركوك خلال الأنتخابات الأخيرة، لم يكن يختلف عما كان يحدث سابقا ،فقد اخترقت شروط الانتخابات في كركوك، بشتى الأشكال وتحت حماية وتوجيه البشمركة الكردية المسلحة،فكانت هذه البادرة دليلا شاخصا على سؤ نية الأكراد تجاه كركوك ، حيث أدلى الكثير من الأكراد لأصواتهم لمرات متكررة. وانتقل الآلاف من الأكراد من اربيل والسليمانية للتصويت في كركوك، كما تم يوم التصويت فتح مراكز انتخابية إضافية في المناطق الكردية لم تكن سابقا مدرجة في الخطة. ومن اجل فسح المجال أمام
الكرد للإدلاء بأصواتهم في تلك المراكز، تم سحب آلاف الاستمارات الانتخابية من مراكز التركمان ووضعت في خدمة المراكز الدخيلة. بينما نفذت في وسط النهار الاستمارات الانتخابية من مراكز التركمان، ولم يعد بامكان الحاضرين التصويت، فخسروا آلاف الأصوات نتيجة هذه الممارسة المتعمدة، ولم تجد الاعتراضات نفعا، والاحتجاجات التي رفعت الى المفوضية العليا المشرفة على الانتخابات والتي ثبتت رسميا آنذاك
فوهم الأكراد بكركوك قد دفعهم لتشجيع مئات الألاف من الأكراد للهجرة إليها، وهم لم يمتوا أي صلة بكركوك.،كما شاعت ظاهرة شراء البطاقات التموينية من الناس الفقراء لقاء مبالغ مغرية،لغرض إعطائها إلى أكراد قدموا من الخارج لا علاقة لهم في كركوك ،لاعتبارهم من أهل كركوك الأصليين.وفي الشتات تدفع المنظمات الكردية الأكراد المهاجرين،لتسجيل نفسهم وعوائلهم ضمن سجلات كركوك،وكذلك يتم تسجيل مواليد جدد من اطفال الأكراد من مناطق خارج كركوك ضمن سجلات كركوك.كل ذلك تمهيدا لزيادة نسبة عدد الأكراد في التعداد السكاني القادم لغرض تقرير مصير كركوك وكما تكرره وتريده القيادات الكردية. ذلك التعداد السكاني المرتقب ،والذي يريدون من الآن أن يبنوه على الزيف والتمويه.وفي الشتات دفعت المنظمات الكردية المهاجرين الأكراد إلى تسجيل أنفسهم وعوائلهم ضمن سجلات كركوك للغرض ذاته

إن مسألة تغير المناهج الدراسية في كركوك إلى كردية،وتعين مسوؤلي الدوائر من أكراد قادمين من السليمانية واربيل بكفاءات حزبية ومخابراتية وليس بمؤهلات أكاديمية وعلمية ، وتشكيل معظم المجالس البلدية من اعضاء الأحزاب الكردية أو من يواليهم ،وأغتيال كل من مدير تربية كركوك ومدير شرطتها التركمانين ،وقتل العديد من التركمان والعرب وأزاحتهم عن الطريق تحت مسميات قوى الأرهاب ، هي للأسف أساليب لا تختلف إطلاقا عن أساليب صدام حسين التي مارسها لصهر القوميات غير العربية والتي عانى منها الأكراد أكثر من أي قومية أخرى ولعهد قريب،ويبدو إن الأكراد لم يأخذوا دروسا وعبر من تلك الممارسات الخاطئة التي جلبت علينا وعليهم كثيرا من الويلات والمآسي . فيريدون اليوم ممارستها بأساليب وحيل لن تخدم أبدا مسيرة بناء المجتمع الذي يحلم به كل العراقيين
حل مسألة كركوك
إن حل مسالة كركوك يكمن في تركها لأهلها الأصلين، والعودة إلى حدودها وحالتها قبل عام 1970 ،والامتثال لبنود قانون إدارة الدولة العراقية وليس بالتجاوز والاستعلاء أو اللف على بنوده ،واستغلال ضعف الحكومة المركزية وإحراجها في ظرف اشد ما تكون إلى المساعدة ،وذلك بالمبالغة في عدد الأكراد المرحلين والمهجرين،وهم على أي حال معروفين من قبل أهل كركوك الأصلين،وقد عاد أكثرهم واستلموا املاكهم وأراضيهم حال سقوط الطاغية

فكركوك تمثل الموزائيك العراقي البديع بألوانه الجميلة، من عرب وأكراد وتركمان،وكلدوأشورين ,وأرمن، عاشوا لقرون طويلة في أخوة ومحبة لم تفرقهم فارقة إلا عند احتدام الصراع العربي الكردي بشأن تعريب وتكر يد كركوك طمعا في ذهبها الأسود وليس حبا في سواد عيونها،وما على الأحرار من العراقيين والقائمين على أمرهم إلا دعم مؤسسات المجتمع المدني في هذه المدينة وإبعاد الهيمنة الحزبية من إرهاب الناس وإفساح المجال للمواطنين لممارسة حقوقهم وواجبا تهم بحرية وأمان،ولن يتم هذا بإثارة النعرات القومية أو بطرد العرب من المدينة وإحلال أكراد مكانهم لا علاقة لهم بكركوك مطلقا،فإذا كان صدام قد أخطأ بحق العرب ،فان العرب في كركوك ما هم إلا ضحية هذا الخطأ.فلا نريد اليوم ضحايا جدد من الكرد يحلون على كركوك مثلما حل العرب سابقا. ولا بد لكركوك إن تعيد مجدها التليد ولكن بلباس مدني وحضاري جديد سداه المحبة ولحمته التعاون،فكركوك لها كل المقومات أن تكون محافظة فدرالية لوحدها ترتبط مباشرة بالمركز، تعود مواردها النفطية لجميع العراقيين ويستحق أن يعيش أبنائها بأطيافهم المتنوعة برخاء وهناء بعيدا عن التعصب والإرهاب الذي يسعى إلى تخريب العراق

الولايات المتحدة الأمريكية
Aysaalbayaty@yahoo.com

Aucun commentaire: