كركوك : عاصمة التركمان العراقيينِ و مركزهم الثقافيِ الرئيسيِ

كركوك : عاصمة التركمان العراقيينِ و مركزهم الثقافيِ الرئيسيِ

نشرت جريدة الزمان في. 26 مايو/مايس 2008، لقاء مع الخبير في مجموعة الأزمة الدولية ( آي سي جي) و رئيس دائرة الشرق الأوسط فيه جوست ر. هلترمان و الذي صرح ببيانات و معلومات مضللة، تحت عنوان " صفقة كركوك يمكن ان تخدم كلا الأتراك و الأكراد
و قامت السيدة ميري فينزجيرالد، نائب ممثل الجبهة التركمانية العراقية في اوروبا بالرد على البيانات المضللة لوضع القارئ امام الصورة التي يحاول الأكراد تمريرها. و بالتعاون بين دائرة الاعلام في رئاسة الجبهة و السيدة فيتزجيرالد، تمت ترجمة الرد و المقابلة، و لابد لنا من الاشارة ان المجموعة نفسها التي حاولت ايجاد حل لكركوك خاصة بعد ان وصف تقرير بيكر- هاملتون قضية كركوك بأنها برميل البارود. و كانت المجموعة قد اصدرت تقاير شبه حيادية قبل هذه المقابلة؟

لقد استخدم هلترمان كلمة " تَستعيدُ " عندما يَتكلّمُ عن الأكراد العراقيينِ الذين يُريدونَ " إسْتِعْاَدة " كركوك، محاولا اظهار ان كركوك كانت (كردية) في الماضي و ستعود الى الأكراد. و الحقيقة التي يعرفها هلترمان قبل غيره ان كركوك لم تكن يوما كردية و نفترض أنه قارئ جيد و بالتالي فأنه قرأ كتب حنا بطاطو و لونكرينغ التي تؤكد تركمانية كركوك بل و تركمانية اربيل و كفري و طوز خورماتو و جميع البلدات و المدن التي يسكنها التركمان منذ قرون من تلعفر الى مندلي
"و يعلن هلترمان " الأحزاب الكردية واغلب القوميات الأخرى في كركوك لم يلجئوا إلى العنف

هذا ادعاء باطل؟ يَعْرفُ القاصي و الداني بأنّ الأطرافَ الكرديةَ (بميليشياتهم المُسلَّحةِ، البيشميركة) إستعملتْ القوةً وأسائت معاملة التركمان والعرب في كركوك عندما إخترقوا المدينةِ في أبريل/نيسانِ 2003 لفَرْض هيمنتِهم ضدّ إرادة السكان التركمان و العرب و الآشوريين ؟ و يصدق عندما يُؤكّدُ بأنّ التركمان، الذين ليست لديهم ميليشيات مسلحة، لم يلجؤا الى العنف ابدا

السّيد هلترمان ، كخبير، يَجِبُ أَنْ يَعْرف ما يلي

في العاشرِ من أبريل/نيسانِ 2003، دخل الالاف من عناصر الميليشيات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الكردي كركوك بمباركة السلطاتِ الأمريكيةِ " تحدياً لإتفاقية مسبّقة مع الولايات المتحدة تنص على بقاء البيشميركةَ خارج المدينةِ" . و قاموا بغزو دائرة التسجيل العقاري ، بنايات البلديةِ ، المكاتب الحكومية ، البنايات العسكرية، الفنادق الكبيرة والثكنات العسكرية التأريخية (التي بنيت في العصرِ العُثمانيِ والمستعملِة كمتحف) ،و لقد قاموا بحرقها بعد أن سَرقوا كُلّ سجلات الأراضَي مِنْ دائرة التسجيل العقاري. ونهبتْ ميليشيات الاحزاب الكردية الدكاكينَ والبيوتَ التي تَعُودُ إلى التركمان. و قد نقلت الفضائيات الغربية و الأمريكية و العربية و على مدى ثلاثة ايام ابتداء من العاشر من نيسان 2003 و على الهواء مباشرة عمليات نهب و حرق كركوك و كان غالبية مرتكبي هذه الأعمال المبرمجة يرتدون الملابس الشعبية الكردية و الذين
حطّموا وأحرقوا مكتبةَ كركوك المركزية التي كانت تحتوي على الكُتُبَ التأريخيةَ الثمينةَ وقاموا بجلب عائلة كردية مِنْ تركيا لإِحْتِلال المكتبةِ. سَرقَ الأكراد آلافَ من كُلّ أنواع العرباتِ الحكوميةِ، السيارات الممتازة والحافلات والشفلات. عدد كبير مِنْ السياراتِ الخاصّةِ صودرَ وسُرِقَ أمام مالكيهم التركمانِ والعرب ، آلاف عرباتِ النقل الثقيلةِ وشاحناتِ وسياراتِ إسعاف وسياراتِ الحكومة العراقية أُخِذتْ مِن قِبل الأكراد، لاحقاً فكّكوها وباعوها كقطع غيار.( على هتلرمان العودة الى جريدة خابات في الاسبوع الثاني من نيسان 2003 و فيها مقال يطالب كاتبها سرقة الآليات الثقيلة من دوائر الري و الطرق و الجسور لحاجة الاقليم اليها! كذلك عليه ان يراجع ارشيف قناة العربية ليستمع بنفسه الى مسؤول كردي كبير و هو يقول في برنامج بالعربي "نعم حرقنا الدوائر التي كانت تضم وثائق التعريب " لكن هذا المسؤول لم يشرح ان كانت المؤسسات التالية ايضا وثائق تعريب لحرقها: المحلج و مخازن القطن التي نهبت و احرقت، ازالة و تفكيك محولاتَ الكهرباء ذات الضغط العالي ، والأبراج المعدنية العاليه لبَيْعها كخردة، و نهب السوق المركزي الحكوميَ في كركوك و أضرام النارفيه لاحقاً. و نهب موجودات المدارس و حرقهاو نهب المستشفيات و مخازن الأدوية و الغذائية الستراتيجية. فضلا على كل ما سبق، أثارَ الأكراد القوميات التركمانية و العربية و الكلدو آشورية في كركوكَ برفع الأعلامِ الكرديةِ على كُلّ البنايات الحكومية. رَفعوا العَلَمَ الكرديَ حتى على الملكياتِ التركمانيةِ الخاصّةِ. غيّروا أسماءَ البناياتِ الحكوميةِ مِنْ العربيِ إلى الكرديِ وقاموا بتعيين محافظ كردي غير منتخب في كركوك و بصورة غير شرعية . غيّروا أسماءَ أغلب الشوارع والمستشفيات في كركوك و استبدلوها بأسماءِ كرديةِ و غيروا اسماء المناطق السكنية و الجوامع من التركمانية الى الكردية

هدّدَ الأكراد عوائلَ عربيةَ كَانتْ تَعِيشُ في كركوك لأكثر من عقد وأجبرتْهم على تَرْك المدينةِ

أنظر في كتابَ السّيدِ موفق سلمان كركوكلي: “ تركمان العراق ”
آي إس بي إن -978 -0-9555489-0-1
الذي أحتوى على الوقائع التي إرتكبتْ مِن قِبل الأكراد في كركوك ومُدن أخرى في شمال العراق مدرجة بالتفصيل

ويحتوي على العديد مِنْ الصورِ

و مهما يكن ، فأن قراءة افكار هتلرمان ضرورية و مفيدة

المقالة نَشرتْ في الزمان تحت عنوان

خبير آي سي جي: صفقة كركوك يُمْكِنُ أَنْ تَخْدمَ كلا الأتراك والأكراد

الإثنين. 26 مايو/مايس 2008


قال جوست . ر . هلترمان
نائب مدير برنامج الشرق الأوسطَ وشمال أفريقيا في مجموعةِ الأزمةِ الدوليةِ (آي سي جي) , و هي هيئة غير حكومية مكرّسة لمنع

النزاعات

الإدارةَ الكرديةَ العراقيةَ ستقدم مساعدة أكثر في معركةِ تركيا ضدّ

حزب العمال الكردستاني الارهابي في حالة واحدة فقط وهي اذا استطاعوا الحصول على تنازلات أكثر لهم في كركوك؛ على أية حال، هنالك "لعبة المجموع الصفريِ" الذي يُمْكِنُ أَنْ يُتحوّلَ إلى حالة فوزِ- فوزِ

الأكراد العراقيون يُريدونَ إسْتِعْاَدة كركوك، وهم يَعْرفونَ بأن العقبةَ الرئيسيةَ إلى ذلك الطموحِ هي تركيا. لماذا إذن يُساعدونَ تركيا بتَقديمهم (على طبق كبير؟ سأل هلترمان هذا السؤال في مقابلةً (كلامِ الإثنينِ PKK

قالَ
الإدارةَ الكرديةَ العراقيةَ تُريدُ الحُصُول على كركوك بسبب إحتياطياتها النفطية وأهميتِها التأريخيةِ، و يُلاحظُ كذلك بأنها تريد كذلك تَطوير مصادرِ نفطِها الخاصةِ هناك. على أية حال، الخلافات بين الأكراد والحكومةِ المركزيةِ على الحقوقِ الكرديةِ في تَطوير حقولِ نفطهم الخاصةِ هي أيضا تَمْنعُ الطموحاتَ الكرديةَ

"في صفقة شاملة محتملة، (حكومة كردستان الإقليمية) في العراق تَكْسبُ الحقوقَ لتَطوير حقولِ نفطها الخاصةِ في المقابل سوف لن يَدْمجوا كركوك في منطقةِ.و أضاف
وهي قَدْ تُصبح منطقة مستقلة حسب اتفاقية لتقاسم السلطة
وكجزء مِنْ تلك الصفقةِ، قالَ

الإدارة الكردية العراقية ستعيق حريةَ حزب العمال الكردستاني للمُنَاوَرَة
إذا وافقت تركيا بالمقابل على عفوعن مسؤولي هذا الحزب من المستوى الادنى و الاوسط و سمحت للاجئي معسكر مخمور بالعودة بسلامة إلى تركيا، حكومة الاقليم بالمقابلِ سَتَمتصُّ المستويات الكبيرةَ في هذا الحزب وسَيَنْزع سلاحهم بالطبع، وسوف لن يكون لهم أي نشاط سياسي بعد ذلك

وطبقاً لما قاله هلترمان ، هذا يُمْكِنُ أَنْ يَخْدمَ كُلّ شخصَ لأن تركيا يُمْكِنُ أَنْ تُساعدَ منطقةَ شمالِ العراق ذات المساحة المغلقة في تطويرمصادرَ نفطِها و تصديره الى الخارج، تركيا لا يَجِبُ أنْ تَخَافَ من إستقلالَ كرديَ، والأكراد لا يَجِبُ أنْ يَخَافوا قوّةَ الحكومةِ العراقيةِ المركزيةِ لأنهم سَيكونُ عِنْدَهُمْ ضماناتُ دوليةُ مزودة حسب الصفقة المذكورة



لبرنامج (كلامِ الإثنينِ) َتوسّعُ هلترمان أكثر على مصيرِ المدينةِ المُتَنازَع عليهاِ و العراق وجُهود تَوَسُّط تركيا في المنطقةِ

أغلب تقاريرِ مجموعةِ الأزمةِ الدوليةِ مِنْ الشرق الأوسطِ تَتعلّقُ بالتَطَوّراتِ في العراق. أين ترأس العراق في زمن ما بعد صدام؟

الحالة في العراق بعد 2003 كَانتْ جدّيةَ. هناك فشل مُتزايد من ناحية الولايات المتّحدةِ للحفاظ على وحدة البلاد
لقد أزالَت الجهازَ الرسميَ، الشرطة، الجيش والطبقة الادارية، وهم لَمْ يُستَبدلوا بأيّ شئِ ، هناك الكثير مِن اللاعبين المؤثرين من خارج الحكومةِ، مثل الفدائيين، مجموعات متمرّدة و ميلسشيات ، هناك طائفية مُتزايدة ونزاع فعلي. لذا كان هناك تهديد حقيقي قبل سنتين بأنَّ البلاد ستتفكّكُ. ثمّ ان إدارة جورج دبليو بوش التزمت في ما تسمّى ب"إندفاعِ" القوات العسكريةِ -- في بغداد بشكل خاص. كانت هذه محاولة أخيرة مستميتة لتَصحيح الحالةِ. لقد نجحت بعض الشّيء في تَثبيت الحالةِ، خصوصاً في بغداد

هَلْ هذه المكاسبِ مستمرةِ؟

هذا يَعتمدُ كثيراً على ما ستفعله الإدارةِ الجديدةِ في البيت الأبيضِ. إنّ إدارة بوشَ بطّة عرجاء. سَيَستغرقُ وقتَ للرئيسِ الجديدِ لتشكيل فريق متناسق وبعد ذلك صياغة إستراتيجية جديدة.و لكن شيئأّ إيجابياّ واحداّ نتج من ذلك و هو يعني، بأنَّ كُلّ الدول المجاورةِ وأميريكا أيضاً وافقوا جميعا على وجوب عدم تتفكّكَ العراق لان عملا كهذا سيكون ضارأّ بكُلّ مصالح الدول المجاورةِ وللمنطقةِ. هذا أحد الأسباب في عدم خَروج الوضع في العراق عن السيطرة. لذا سنرى ما سينجزه الجيشَ الأمريكيَ ، آخذين بنظر الاعتبار بأنّ هناك هجوما في الموصل. إنّ الجيشَ يُحاولُ أيضاً أَنْ يُعالجَ مشكلةَ الميلشيات الشيعيةِ. نحن يَجِبُ أَنْ نَنتظرَ حتى مَجيءُ رئيسُ جديد إلى البيت الأبيضِ مَع إستراتيجية جديدة. نتمنّى ان الرئيسَ الجديدَ سَيَكُونُ شخص ما يضمّنُ إرتباطَ مَع إيران وسوريا لأن بدونهم، العراق لا يُمْكن أنْ يُثَبّتَ

هَلْ شمال العراق ما زالَ المنطقةَ الأكثر أماناً؟

إلى حد بعيد، نعم. كَانتْ نسبياً مسقرة وأمينة للناسِ مُنذُ 2003 وحتى قبل ذلك و منذ 1991. هذه لا يَعْني القنابلَ لا تَنفجرُ -- هم يَعملونَ، ولكن ليس كل شيء مقارنة ببقية العراق



ما الحالة في كركوك؟

كركوك كَانتْ متوترةَ جداً علما بانها لم ترى نوعَ العنف الذي عاشته بغداد
الحالة هناك كانت محتواة، لَرُبَّمَا عكس التوقّعاتِ، بسبب الحِصَصِ -- الكثير مِنْ النفطِ في الأرضِ , مزيج القوميات وبالطبع دفع الاحزاب الكرديةِ لدَمْج كركوك في منطقةِ الشمال. الاحزاب الكردية واغلب القوميات الأخرى في كركوك لم تلجأ إلى العنف

العنف [في كركوك] جاءَ في الغالب مِنْ تنظيم القاعدةِ في العراق وبَعْض المجموعاتِ المتمرّدةِ. نحن نَنتظرُ الأُمم المتّحدةَ الآن لطرح مبادرة جديدة لإسْتِبْدال العمليةِ الذي كَانَ جاريةَ تحت الدستورِ، ، عملية المادة 140 التي لَمْ تُنتجْ إستفتاء عام بموعد نهائي في ديسمبر/كانون الأولِ 2007

الإستفتاء العام الآن أُخّرَ حتى 30يونيو/حزيرانِ. هَلْ تَتوقّعُ بان يتم في الموعد المحدد؟

هو من غير المحتمل جداً والزعماءُ الأكرادُ يَعْرفونَ جيداً جداً بأنّه لَنْ يَحْدثَ بحلول 30 يونيو/حزيران. لِهذا مبادرة الأُمم المتّحدةَ مهمةُ جداً لأنهم يَجِبُ أَنْ يَجيئوا بعملية مقبولة من جميع الأطرافِ، بضمن ذلك الأكراد، والذي سَيُؤدّي إلى التقدّمِ في حَلّ قضيةِ المناطق المتنازع عليها

سلسلة المتطلباتِ الدستوريةِ و التي تتضمن اجراء إحصاء سكاني قَبْلَ التصويت، لَمْ تُنجَزْ. هَلْ هناك سبب لتكون متفائل بان هذه المتطلبات ستنجز؟؟ وبعد كل ذلك ، الا يطالب الاكراد بنفس الحقوق في كركوك ؟

نعم، الأكراد يَدّعونَ كركوك وهم تَمنّوا ضم كركوك خلال إستفتاء عام و حسب المادة 140 مِنْ الدستورِ
الأكراد يهمهم مبدئين
الاول ، وضع كركوك يستند الى إرادة أهل كركوك، والثاني الإطار الدستوري الذي يُلتَزمُ به. ولكن المادة 140 من الدستور هي بالاحرى مبهمة بالنسبة لما سيحدث
هو فقط يَقُولُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هناك تطبيع ، والذي هو عبارة عن عودة إلى الحالةِ قَبْلَ انطلاق حملة التعريبَ في 1968 -- عندما وَصلَ حزب البعث إلى السلطة – اجراء إحصاء سكاني و إستفتاء عام ، ولا يوجد شيء في الدستورِ يَقُولُ بأنّك لا تَستطيعُ التَفَاوُض على كركوك قبل إستفتاء عام و الذي في حينه سيصدق القرار المتخذ بشكل الزامي من قبل الأطرافِ المُخْتَلِفةِ في كركوك. لذا فان ما تحاول ان تفعله الأُمم المتّحدة الآن هو البحث عن ُ نقاطَ يمكن لكُلّ شخصِ أَنْ يُوافقَ عليها لكي يُمْكِنُ أَنْ يكون هناك قاعدة للمفاوضات ، سوف لن تلبي الاهدافَ القصوى لكُلّ شخصِ -- وذلك لَيسَ ممكن لأنهم يَشتبكونَ -- لَكنَّه قَدْ يَلبّي المتطلباتَ النيا لكُلّ شخص

اذن ، يَعتقدُ الأكراد بان كركوك لهم ولكن لا يوجد دعم أميريكي كبير خلفهم اليوم مقارنة ب 2003 ؟


الأكراد طُرِدوا مِنْ كركوك بِالقوة في العقود الماضية. عِنْدَهُمْ الفرصةُ الآن لإسْتِعْاَدتها لأن عِنْدَهُمْ قوَّةُ في بغداد و طالما يَرونَ بأنّهم عِنْدَهُمْ الفرصةُ هم سيضغطون
لكن الفرصة السانحةَ -- فَتحَت أولاً في 1991 وفَتحَت أكثر و بصورة أوسع في 2003 -- بَدأَ الغَلْق لأن الأمريكان الذين دَعموا الأكراد بَدأوا باعادة ترتيب علاقات القوة في العراق لأنهم أدركوا بأنّ الامور كَانتْ تَخْرجُ عن السيطرة والطريقُ الوحيدُ إلى إعادة تثبيت الحالةَ أثناء الإندفاعِ كَانَ أَنْ تمْدَّ اليدّ إلى العرب السنّةِ الذين بَدأوا حينها بتشكيل مجالسِ الصحوة [ و هي مجموعات مسلحة من الاحياء السكنية أبعدتْ تنظيم القاعدة من العديد مِنْ مناطقِ بغداد و أماكن أخرى]
هذا عَنى الأكراد و الاحزاب الاسلامية الشيعية التي خطت خطوة الى الوراء و وافقت على تسويات معينة
هذه هي النقطة التي وصلنا اليها
سَيَتطلّبُ بَعْض الوقتِ للأحزاب الكرديةِ والشعبِ الكرديِ للوصول الى حقيقة بانهم سوف لن يكونوا قادرين للوصول الى غاياتهم القصوىفي عراق اليوم و اذا تحقق هذا مرةّ سوف نتوصل الى اجماع

بينما يَزِيدُ ألاكراد تأثيرِهم في العراق، ألا يَكُونوا مهتمّون بالأكثرِ؟

جلال الطالباني، الذي كَانَ رئيسَ الحزبِ و المقاتل الكرديِ هو الآن رئيسُ حمهورية العراق. ليس هناك شَكّ بان الأكراد وسّعوا تأثيرَهم في العراق. لكن الأكراد لَيْسَ لهُمْ إهتمامُ في ادارة العراق. لديهم إهتمامُ بالإستقلالِ الكرديِ
انهم يوجهون عملهم نحو:
يُحاولونَ تَوسيع الأرضِ التي تحت سيطرتِهم وسلطاتِهم ضمن تلك الأرضِ. بالطبع، مع الأرضِ تَجيءُ المصادرَ أيضاً، خصوصاً النفط بالاضافة الى الماءَ والغازَ. هذا مهمُ جداً لهم لأنهم ذُبِحوا في الماضي على يد الحكوماتِ المركزيةِ في العراق وهم لا يُريدونَ أَنْ يَحْدث ذلك ثانيةً




كيف يمكن لهذا المنظور الكردي ان يثير اهتمام تركيا ، و أين يكمن أغلب القلق حول الاستقلال الكردي؟
ان الاأكثر أهميةً لتركيا هو سلامة اراضي العراق الاقليميةُ
اذا تفكك العراق و إذا لم تستطع تركيا مَنْع تفككِ العراق، ثمّ للمفارقة تركيا لَرُبَّمَا يَكُون لَهاُ إهتمامَ في شمال عراقي مستقرّ و الذي سيتخدم كحاجز بين تركيا وفوضى العراق
في تلك الحالةِ، سَيَكُونُ إهتمامِ تركيا لتَطوير علاقاتِ جيدةِ مع ادارة شمال العراق -- دبلوماسية وسياسية وإقتصادية. كلتا القيادة التركية والقيادة الكردية لَهُما إعتقاد قوي في العلمانيةِ ؛ و يَعْرفونَ بأنّهم يَحتاجونَ بعضهم البعض
ما الفوائد مِنْ المنظورِ الكرديِ العراقيِ؟

انها منطقة ذات اراضي مغلقة. و ستكون إلى الأبد معتمدة على جيرانِها. تركيا كَانتْ بلادَ العبورِ الرئيسيةِ لسلعِها. هناك إمكانية لعلاقة جيدة والشيء الوحيد ضدّه تعصبُ كلا الطرفين ، تعصب تركي وتعصب كردي، وذلك مؤسفُ. إذا استطعنا انْ نُواصلَ تَشجيع التطويرِ في كردستان العراقية والعلاقات بين تركيا و (كردستان) العراقية، عند ها نستطيع ان نتغلّبَ على هذه العوامل النفسية

؟pkk في شمال العراق هناك أيضا تواجد لحزب العمال الكردستاني . هَلْ تعتقد بان التعصب يولد عنف

تركيا عِنْدَها قضيةُ مَع الأكراد في تركيا، وهذه قضيةُ يجب ان تعنون . و بما انني لست خبيرأ في الشؤون التركية ، فسوف لَنْ أَدْخلَ في هذا الموضوع
PKK هي واجهة تلك . وإلى حدّ أَنَّ PKK لكن

موجودة في (كردستان ) العراقية، و بذلك تصبحُ قضيةً للعراق أيضاً. أصبحت قضيةً للعلاقاتِ التركيةِ مَع العراق وعلاقات تركية مَع حكومة الاقليم الكردي . لكن هذا سهل الانقيادُ. حكومة الاقليم الكردي تدعم حزب العمال الكردي لحد ما، ليس لانها معجبة به لكنها تراه كورقة مساومة

بالنسبه لتركيا تواجد
لاتخاذ الخطوات ضد KRG في شمال العراق مهمُ جداً وهي تحاولُ مُخَاطَبَته بوَضْع الضغطِ السياسيِ على PKK

بالوسائلِ العسكريةِ أيضاً، و مع ذلك فانها ليست مؤثرة جدا PKK

يسرّني جداً أن يَرى بأنّنا نَعْقدُ اجتماع على مستوى عالي الآن بين الحكومةِ التركية وحكومة الاقليم الكردي

بعد العمليةِ العسكريةِ بقيادة الولايات المتحدةِ لإسْقاط صدام حسين، في تقرير كتبته سابقا في 2003 و لقد حذرت من تهديد حدوث عنفِ

واسع النطاقِ مركز في كركوك و ينفجر في شمال العراق بين الأكراد والأتراك

كَيفَ تَعتقدُ بان مثل هذا الكارثةِ يمكن تفاديها ؟

شيء واحد تَفادى نزاعاً مفتوحاً كَانَ هو قرارَ البرلمانِ التركيِ في الاول من مارس/آذار 2003 بعدم منح حقوقَ العبورِ إلى القوات الأمريكيةِ. لأن ذلك كان سيعطي أيضا القوات التركية الفرصةَ لدُخُول شمال العراق الى جانب القوات الأمريكيةِ، وهذه كَانتْ سَتَجْلبُهم إلى المجابهةِ المباشرةِ بالأحزاب الكرديةِ و ميليشياتها
أنا لا أَعْرف كيف كان يمكن ادارة ذلك
كان ذلك سيُؤدّي إلى حالةِ مختلفةِ كليَّاً في كركوك عن ما نراه اليوم
الآن انها مسألة إدارة المستقبلِ بحيث يمكن تفادي النزاع في المدى البعيد
طالما نَرى إشتباك في كركوك، لَيسَ مِنْ إثنان لكن مِنْ ثلاثة قوميات – الاكراد و العرب و الاتراك—فان هناك إمكانية ضخمة للنزاعِ

هل هنالك اهتمام كثير من قبل المجتمع الدولي بحالة التركمان الذين تعرضوا الى معاملة غير عادلة ؟

الأُمم المتّحدة تريدُ إيجاد حَلّ للوضع في كركوك متلازم و يؤسس الحماية للقوميات -- للأكراد، للعرب، وللتركمان، ولكُلّ شخصِ ، لكي يستطيعوا ان يَعِيشوا بسلام.

النظام العراقي قبل 2003 طَردَ التركمان أيضاً مِنْ كركوك، صادرَ ملكيتَهم وإعتبرَهم عرب في إحصاءاتِ السكان الوطنيةِ
ان التركمان يستحقون الحماية في كركوك

تركيا تَتوسّطُ الآن بين سوريا وإسرائيل. هَلْ تَعتقدُ بأنّها سَتفتح الطريق أمام الولايات المتّحدةِ للتعامل مَع سوريا؟

انه لمن المفيد جدا لتركيا التَدَخُّل في هذا لأنها يُمْكِنُ أَنْ تتحدث مع كلا الجانبينِ و كذلك مع الفلسطينيين. تركيا لديها علاقاتُ جيدةُ بكُلّ الاطراف الثلاثة. و لكن بدون الولايات المتّحدةِ وقوةِ رفعها، سوف لن يكون هنالك تقدّماً في المسار الاسرائيلي- السوري أَو المسار إلاسرائيلي- الفلسطينيّ. هناك إدارة بطّة عرجاءِ في البيت الأبيضِ، ونحن يَجِبُ أَنْ نَنتظرَ الرئيسَ القادمَ

هَل ْتعتقد بان تركيا يُمْكِنُ أَنْ تَتوسّطَ بين إيران والولايات المتّحدة؟

المواجهة الحالية بين إيران والولايات المتّحدة لَيسَ مفيدةَ لتركيا. تركيا لا تُريدُ عَزْل إيران، لكن الولايات المتّحدةَ تَعْزلُ إيران. في مثلثِ الولايات المتّحدةِ، إيران وتركيا، تَشْعرُ تركيا بعدم الراحة في الوقت الحاضر بسبب موقفِ إدارة بوشَ
إذا تبدل هذا-- كُلّ المرشّحون في الولايات المتّحدةِ، جون ماكين، هيلاري كلنتن ،باراك اوباما أشاروا َ بان نظرتهم متعددة الاطراف أكثر من إدارة بوشِ –
ثمّ تركيا يُمْكِنُ أَنْ تَلْعبَ دور مفيد جداً بِجانب الإتحاد الأوربي في تفاوض الوقايةِ في إيران الذي سيمنع البرنامج السلمي المزعوم من التحول الى برنامج عسكري

جوست . ر . هلترمان
جوست . ر . هلترمان . هو نائب مدير برنامج الشرق الأوسطُ وشمال أفريقيا في مجموعةِ الأزمةِ الدوليةِ (آي سي جي)، و هي منظمة غير حكومية مكرسة لمنع النزاعات ومقرها بروكسل. حضّر في الاونة الاخيرة دِراساتَ عن قلةِ التقدّمِ السياسيِ في العراق أثناء الإندفاعِ؛ سياسات المجلس الأعلى ، وهو أحد أحزاب العراق الشيعية الإسلامية ؛ و أحد اطراف النزاع على كركوك. و منذ 1994 و لغاية 2002 عَملَ كمديرِ تنفيذيِ لقسمِ الاسلحةَ في منظمة Human Rights Watchِ في واشنطن. قبل ذلك ، كَانَ مستشار الشرق الأوسطِ لمنظماتِ حقوقِ الإنسان الدوليةِ، ومن ضمنها منظمة العفو الدوليةِ ، يَجري التحقيقاتَ في إيران والعراق وإسرائيل وفلسطين ولبنان. عَملَ أيضاً لمنظمة حقوقِ الإنسان الفلسطينيِّ(الحق ) في رام الله. يَحْملُ شهادة دكتوراه في عِلْمِ الإجتماع مِنْ جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز، وإطروحته نُشِرتْ بمطبعةِ جامعة Princeton تحت عَنوانَ " خلف الإنتفاضةَ : العمل وحركات النِساءِ في المناطق المحتلةِ." هلترمان أيضاً هو مُؤلفُ " قضية سامّة : أمريكا، العراق، وتسمّيم حلبجة بالغاز ، "نَشرَ في السَنَة الماضية

الزمان
ترجمة دائرة الاعلام
الجبهة التركمانية العراقية
15 06 2008