صفقة التحالف الثلاثي ، وهروب نحو الفجيعة
كتابات - ايدن اقصو
حين تدقق بما ورد في فقرات مذكرة تفاهم التحالف الثلاثي بين الحزبين الكرديين والحزب الاسلامي العراقي، نجدها في معظمها تكراراً لما سبق من بنود للتحالفات والاتفاقات السابقة مع بعض الاستثناءات القليلة فمثلاً نصت الفقرة (12) من مذكرة التفاهم في التحالف الثلاثي الاخير على:ـ
الالتزام بالخطوات الدستورية في حل مشكلة المناطق المتنازع عليها وفق المادة 140 من الدستور
على عكس ما جاء في المبادىء العامة للتحالف الرباعي والتي نصت الفقرة الخاصة بالمادة 140 على الالتزام بالخطوات الدستورية لتنفيذ هذه المادة كاملة وبدون تحديد يذكر
ولأجل معرفة لماذا تم التعامل مع المادة 140 بشكل مختزل وحصري في أحدى تفرعاتها – المناطق المتنازع عليه - ، لابد لنا من العودة الى تصريح السيد (قادر عزيز) لوكالة آكي الايطالية والذي نشر في جريدة التآخي بتاريخ 5/8/2007 والذي يكشف لنا المأزق الذي تعيشه القيادة الكردية في أمكانية ومشروعية المضي قدماً في تنفيذ المادة 140 بكافة تفاصيلها دون حسم مشكلة الاراضي المتنازع عليها والتي تم التركيز عليها في مذكرة التحالف الثلاثي دون غيرها
نص تصريح السيد (قادر عزيز) المنشور في جريدة التآخي:ـ
ان مسألة البت في اعادة المناطق المتنازع عليها من حدود محافظة كركوك الادارية سيحدث تطوراً ايجابياً لجهة تنفيذ المادة 140... ولكن (المشكلة)الاساسية هي معارضة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي يرفض أعادة ربط تلك المناطق بحدود محافظة كركوك لذلك، (المطلوب)من القيادة السياسية الكردية أن (تتحرك بسرعة) لحسم هذا الموضوع مع جبهة التوافق ونائب الرئيس، فالهاشمي ينظر الى القضية من منطلق سياسي رغم كونها قضية قانونية
ويبدو ان القادة الاكراد قد تحركوا بأتجاه السيد الهاشمي لكسبه وأحتوائه وتم ذلك في وقت تحيط بالحزب الاسلامي العراقي ظروف ايديولوجية صعبة، فهذا الحزب يمر في حالة شيزوفرينيا سياسية، هي عبارة عن تصارع ماهية الايديولوجية المحمولة وبنيوية الشخصية القيادية
أما القادة الاكراد، فأنهم قد تحركوا بأتجاه الحزب الاسلامي بعد أن خسروا الكثير من البناء الكارزمي لمحمول الشخصية السلطوية.... فهذه القيادات طالما وعدت وتوّعدت وزمجرت وهدّدت على الطريقة التسلطية كل خصومها الداخليين والخارجيين على حد سواء ووعدتهم بالويل والثبور، واذا بالقوات التركية تقصف شمال العراق نهاراً جهاراً وسراً وعلانية والالة العسكرية التركية المدعومة امريكياً واقليمياً تدخل وتخرج جبال الشمال وقتما تشاء وحينما تروم ولم تطلق بأتجاهها رصاصة كردية واحدة تذكر
وكان قد سبق ذلك، الرفض الحكومي من قبل حكومة السيد المالكي لمطالب واملاءات كردية جديدة بخصوص تطبيق المادة 140 وعقود النفط، فأحسّت هذه القيادات ان خطابها وتهليلها قد فشلت في اقناع بغداد لمطاليبها المجنونة.... والاهم من كل هذا وذاك ان القيادات الكردية أصبحت تعلم الان أنها أصبحت في عزلة وطنية – جماهيرية شاملة وان العقل الجمعي الشعبي العراقي لم يعد يتقبل أو يسمع اي فكر او مطلب كردي جديد بسبب ديماغوجية هذه المطالب من جهة واستعلائية لغتها من الجهة الاخرى واستحالة تنفيذها أصلاً
ثم الاهم من كل ذلك نحن لانفهم الغاية السياسية – الحركية لهذا التحالف الثلاثي أو مانقترح تسميته بالتحالف الاستعاضة... فهناك التحالف الرباعي الذي ربط الاحزاب الكردية بالاحزاب الشيعية ثم أنبثق التحالف الثلاثي والذي ربط الاحزاب الكردية نفسها بالحزب السني واصبحت بذلك للاحزاب الكردية ثلاثة تحالفات مستعاضة
وأخيراً حين ندقق ماورد بفقرات التحالف الثلاثي الجديد نجدها تناقض بعضها البعض فمثلاً الفقرة (12) تلزم الاطراف بالخطوات الدستورية للمادة 140، في حين تؤكد الفقرة (19) مشروعية العمل من أجل تعديل الدستور وفق الاليات الواردة في المادة 142 من الدستور الحالي
فهل حسم الاتفاق الثلاثي أمره بأتجاه العبور فوق المادة 142 في شأن المادة 140 أم ان هذا التحالف في الاصل لأعلان مناقصة سرية لبيع كركوك.... انه سؤال ليس إلا
3/1/2007
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire